أشرف جمعة (أبوظبي)

للشتاء مواقدها التي يتدفأ بها الأهل، وهم يجلسون حول ألسنة النار التي تبعث الدفء في المكان، فيحلو السمر وتتوزع أكواب القهوة التي يكون لها طعم آخر في الليالي الباردة، هذه الجلسة الحميمية التي اعتاد عليها أهل الإمارات، استعادها نادي تراث الإمارات بتدشين مهرجان «فاكهة الشتاء» الذي اختتم فعالياته أمس في مركز أبوظبي النسائي التابع للنادي.

عادة قديمة
حول المهرجان في نسخته هذا العام، تقول ظبية سعيد الرميثي مديرة مركز أبوظبي النسائي: انطلق هذا الحدث منذ عامين وهو يؤرخ لعادة إماراتية قديمة لها جذورها في الحياة التراثية، لإشاعة أجواء الألفة من خلال فعاليات تجمع كل أفراد المجتمع حول قيم الآباء والأجداد، لافتة إلى أنه تم تشبيه النار بالفاكهة لأن المتحلقين حولها يجدون حلاوة ومتعة تشبه حلاوة الفاكهة، ومن ثم ذكر نوادر القصص والحكايات أثناء الجلسات العائلية حول النار في الليالي الباردة التي تحتاج فيها الأسر إلى ما يبعث على الدفء، ومن ثم الاستمتاع بالأحاديث المبهجة.

موقد نار
وتلفت الرميثي إلى أن المهرجان يتميز بزخمه وتعدد أنشطة فعالياته، التي تبدأ بمجلس يتوسطه موقد النار يرمز إلى الاسم الذي اشتق منه المهرجان، فضلاً عن سوق للأسر المنتجة ومن ثم عروض الطبخ التراثية، بالإضافة إلى ورش حول البيئة بالبحرية، وكذلك ورش خاصة بالصحة والسلامة ومسرح لتوعية الأسر والأطفال ببعض الأنماط الصحية وعرض مجسم للقمر الإماراتي «خليفة سات» وورشة مخصصة لصناعة الفخار، وغيرها.

«خليفة سات»
على مسرح المهرجان عرضت المشرفة الفنية في مركز أبوظبي النسائي حليمة عوض مجسماً للقمر الإماراتي «خليفة سات»، مبينة أنها أرادت أن تشارك أبناء الوطن الفرحة بهذا الإنجاز التاريخي، مشيرة إلى أن الكثير من السيدات صعدن للمسرح للاحتفال بهذه اللحظة، لذا شعرت بسعادة غامرة للمشاركة في المهرجان بهذا المجسم.

ملابس تراثية
عبر دكاكين متجاورة في اتجاه واحد، كانت سارة الكندي تعرض منتجاتها التراثية التي صنعتها بطريقة يدوية، حيث إنها تخصصت في صناعة الملابس التراثية النسائية، وتطريزها بطريقة خاصة وهو ما يجعلها ملائمة لكل الأذواق.

البيئة البحرية
جلس مجموعة من الأشقاء الصغار أمام المستشار التراثي حثبور الرميثي الذي تحدث إليهم عن البيئة البحرية في الدولة قديماً، وبخاصة الغوص والبحث عن اللؤلؤ وأدواته. ويشير الرميثي إلى أن الإمارات تتميز بواجهتها البحرية قديماً وحديثاً، وأن الركن الذي تم تدشينه في هذا المهرجان جذب الكثير من الزوار بخاصة أنه يعرض المراكب القديمة وشباك الصيد، كما أنه أجاب على الأسئلة التي وجهت له من جمهور الأطفال.